كتبت هذه
القصيدة في رثاء الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله
أعيا المصاب نوابغ الشعراء
|
والبحر أعلن عن جفاف الماء
|
أعيا بحور الشعر وهي كثيرة
|
أن تستجيب لوصف عمق الداء
|
أكثرت في التجوال بين منابع
|
جاءت لتشكو قلة الإثراء
|
بل أعلنت أن المصاب يفوقها
|
حجما فلن تسمع لصوت ندائي
|
لما رأيت الشعر أعلن عجزه
|
أقدمت معتذرا عن الشعراء
|
يا شعر ما لم تستمع لقضيتي
|
أشكو صدودك عند كل قضاء
|
يا شعر ما لم تحتمل لفجيعتي
|
هل يستطيع النثر حفظ رثائي
|
يا شعر لولا الخطب أصبح فادحا
|
ما جئت أطلب منك نقل عزائي
|
يكفيك أن القلب أصبح باكيا
|
والعين تبكي فاستجب لبكائي
|
إن جئت أرثي فيصلا فرثاؤه
|
أعلى وأكثر دون أي مراء
|
إذ كان من رب البرية نعمة
|
كانت من الرحمن خير عطاء
|
أحيا به الرحمن دين عباده
|
أعلى منار الملة السمحاء
|
لما أقام الدين كان جزاؤه
|
من عند رب الخلق خير جزاء
|
آتاه حكمته فكان بنورها
|
يحيا فنخرج من دجى الظلماء
|
بالأمس فيصل والملك تحفه
|
ترنو لتلك القمة الشماء
|
وكأن حل المعضلات بساحه
|
أشهى للنفس من معين الماء
|
واليوم تنشق القلوب تصدعا
|
حزنا على ما حل من أرزاء
|
والله ما خص المصاب بفقده
|
شعبا يقابل حبه بوفاء
|
| لكنه الليل البهيم ظلامه |
عمت به البلوى على الأرجاء
|
تبكي عليك الدار قبل ربوعها
|
في القدس في الجولان في سيناء
|
بشرتها أن تستجيب نداءها
|
مجروحة والوعد خير شفاء
|
لكنها الأقدار شاء مليكها
|
أن تصطفيك قبيل حسم الداء
|
لو كان يسمع للشهيد مقالة
|
لو كان يقوى الحي للإصغاء
|
لسمعتمو صوت الفقيد مجلجلا
|
سيروا على نفس الطريق ورائي
|
أحجمت عن ذكر الخصال تعمدا
|
أفعاله فاقت عن الإحصاء
|
والمرء يذكر بالفعال تجلّة
|
وفعال فيصل فوق كل ثناء
|
ما مت يا ابن الأكرمين وإنما
|
الروح زفت للذرا العلياء
|
اختارك الرحمن بعد رسالة
|
أديتها بشهادة الأعداء
|
والله أعطاك الشهادة نعمة
|
لتكون قمة جهدك الوضاء
|
إن عشت في دار الخلود فخالد
|
للأمر بعد الله خير رجاء
|
ما مات من أبقى الأسود بغابه
|
والشبل ينهج منهج الأباء
|
يا أسرة عاش الورى بظلالها
|
في أمنها في ظل خير لواء
|
الله باق والتصبر واجب
|
والشعب إخلاص وحسن ولاء
|
فلتقبلوا مني لصادق بيعتي
|
من بعد أن قدمت صدق عزائي
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق