" من بلاد الله من أرض الحرم .. حيث شعّ النور منها للأمم ...... حيث كان العِلم فيها والقلم ...منبراً للحق بين العالمين


الأحد، 23 سبتمبر 2012

دمعة أسى (في رثاء الملك فيصل)


كتبت هذه القصيدة في رثاء الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله

أعيا المصاب نوابغ الشعراء
 
والبحر أعلن عن جفاف الماء
  
أعيا بحور الشعر وهي كثيرة
 
أن تستجيب لوصف عمق الداء
  
أكثرت في التجوال بين منابع
 
جاءت لتشكو قلة الإثراء
  
بل أعلنت أن المصاب يفوقها
 
حجما فلن تسمع لصوت ندائي
  
لما رأيت الشعر أعلن عجزه
 
أقدمت معتذرا عن الشعراء
  
يا شعر ما لم تستمع لقضيتي
 
أشكو صدودك عند كل قضاء
  
يا شعر ما لم تحتمل لفجيعتي
 
هل يستطيع النثر حفظ رثائي
  
يا شعر لولا الخطب أصبح فادحا
 
ما جئت أطلب منك نقل عزائي
  
يكفيك أن القلب أصبح باكيا
 
والعين تبكي فاستجب لبكائي
  
إن جئت أرثي فيصلا فرثاؤه
 
أعلى وأكثر دون أي مراء
  
إذ كان من رب البرية نعمة
 
كانت من الرحمن خير عطاء
  
أحيا به الرحمن دين عباده
 
أعلى منار الملة السمحاء
  
لما أقام الدين كان جزاؤه
 
من عند رب الخلق خير جزاء
  
آتاه حكمته فكان بنورها
 
يحيا فنخرج من دجى الظلماء
  
بالأمس فيصل والملك تحفه
 
ترنو لتلك القمة الشماء
  
وكأن حل المعضلات بساحه
 
أشهى للنفس من معين الماء
  
واليوم تنشق القلوب تصدعا
 
حزنا على ما حل من أرزاء
  
والله ما خص المصاب بفقده
 
  
شعبا يقابل حبه بوفاء
  
لكنه الليل البهيم ظلامه
   
عمت به البلوى على الأرجاء
  
تبكي عليك الدار قبل ربوعها
 
في القدس في الجولان في سيناء
  
بشرتها أن تستجيب نداءها
 
مجروحة والوعد خير شفاء
  
لكنها الأقدار شاء مليكها
 
أن تصطفيك قبيل حسم الداء
  
لو كان يسمع للشهيد مقالة
 
لو كان يقوى الحي للإصغاء
  
لسمعتمو صوت الفقيد مجلجلا
 
سيروا على نفس الطريق ورائي
  
أحجمت عن ذكر الخصال تعمدا
 
أفعاله فاقت عن الإحصاء
  
والمرء يذكر بالفعال تجلّة
 
وفعال فيصل فوق كل ثناء
  
ما مت يا ابن الأكرمين وإنما
 
الروح زفت للذرا العلياء
  
اختارك الرحمن بعد رسالة
 
أديتها بشهادة الأعداء
  
والله أعطاك الشهادة نعمة
 
لتكون قمة جهدك الوضاء
  
إن عشت في دار الخلود فخالد
 
للأمر بعد الله خير رجاء
  
ما مات من أبقى الأسود بغابه
 
والشبل ينهج منهج الأباء
  
يا أسرة عاش الورى بظلالها
 
في أمنها في ظل خير لواء
  
الله باق والتصبر واجب
 
والشعب إخلاص وحسن ولاء
  
فلتقبلوا مني لصادق بيعتي
 
من بعد أن قدمت صدق عزائي
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق