" من بلاد الله من أرض الحرم .. حيث شعّ النور منها للأمم ...... حيث كان العِلم فيها والقلم ...منبراً للحق بين العالمين


الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

أم الأمين


 
     خــلــيــلـــيّ قُـــــومـــــا بــالــبــقــيــع وســـلّـــمــــا
وخُــــصــــا بــــــــه قــــبــــراً هــــنــــاك مُــعــلّــمــا
ولا تــبــخــلا بــالــدمـــع إن ســـــــال مـنــكــمــا
فـعـيـنـاي قــبــل الــيـــوم ســالـــت بـــــه دمـــــا
وإن تُــتــحِـــفـــا " أم الأمـــــيـــــن " بـــــدعـــــوة
فــــإنـــــي لأرجـــــــــو أن تُـــثـــابـــا وتُـــرحـــمـــا
وإن تــــدعــــوا لــــــــي بـالـتــصــبّــر بـــعـــدهـــا
فــــإنّــــي لأرجــــــــو أن يــــجــــاب دعـــاكـــمـــا
ومـــــــــا الـــــنـــــاس إلا قــــــــــادم ومُــــــــــودَّع
نُــــســــرُّ بــــــــه طــــفــــلاً ونــبــكــيـــه قـــيّـــمـــا
ومـــــا الــمـــرء مـهــمــا عـــــاش إلا كـــقـــادم
عــــلــــى قــــومــــه ضــيـــفـــاً وراح مُـــكـــرمـــا
ونـبـنــي عــلــى الأوهــــام صــرحــاً مـهـلـهــلاً
إذا مــــسّــــه الــــيــــوم الــعــصــيــب تــهـــدمـــا
ولــــــو يــعــلــم الإنـــســـان مـــقـــدار عـــمــــره
لأضـــــرب عـــــن جـــــل الأمــــــور وأحــجــمــا
ولـــكـــن جـــهــــل الـــمــــرء بـالــغــيــب آيـــــــة
بـهــا يسـتـمـر الـمــرء فـــي الـسـعـي مُـقـدمــا
ومــــــا كــــــان إيــمــانـــي ضـعــيــفــاً وإنـــنــــي
لأعــــلــــم أن الــــمـــــوت كـــــــــان مُــحــتــمـــا
ولـكــنــنــي والـــحــــزن يــعـــصـــر مُــهــجــتــي
تـمـنــيــت لـــــــو كـــنــــت الـفــقــيــد الـمــقــدّمــا
كـــــأنــــــي وإيـــــاهــــــا بـــقــــلــــب تـــقــــدمــــت
بــــه حــيــث أبـقـتـنـي مــــن الـقـلــب مـعــدمــا
فــقـــدت بــهـــا "لـيــلــى" و "عـبــلــة" قـبـلــهــا
و"عــــزة"و "الـبـثـنـات" بــــل صــــرت أعـظـمــا
ولــــــــو أن أقــــطـــــاب الــــهـــــواة تــجــمــعـــوا
لأنــســاهُـــمُ مـــــــا حــــــــلّ عــــمــــا تــقـــدمـــا
ولـــمــــا رأيــــــــت الــــــــدار أحــــلــــك لــيــلــهــا
وأعــــيــــت مــــــــن الأكــــــــدار أن تـتـبــســمــا
تـــوجـــهـــت لــلــبــيـــت الــعــتـــيـــق لــعــلـــنـــي
إذا زرتــــــــه أســقـــيـــت لــلـــجـــرح زمــــزمـــــا
وألــهـــو مـــــع الـعــمــار إذ كـــــان جـمـعـهــم
كـبــيــراً ، وأنــســـى الــهـــمّ مـهــمــا تـجـهــمــا
ولــكــنـــهـــا كـــــانـــــت رفـــيـــقــــةَ رحـــلــــتــــي
ومــــا فــارقــت جـســمــي حـــــلالاً ومُـحــرمــا
فـلـمـا دنــــت مــــن "ذي الحـلـيـفـة" أحــرمــت
ولـــبّـــت ، كـــمــــا كـــنــــا زمـــانــــاً تــصــرّمـــا
وســـــرت بـــهـــا طــــــول الــطــريــق وكــلــمــا
نــزلــنــا أعــــــدّت لـــــــي شـــرابــــاً ومـطــعــمــا
وإن طـفــت حـــول الـبـيــت طــافــت بـجـانـبـي
وإن قــــمــــت أدعــــــــو رددتــــــــه مــتــرجــمــا
وإن كـــنـــت فــــــوق الـمــروتــيــن تــوجــهـــت
إلـــــى الـبــيــت مـثــلــي تــســـأل الله مـغـنــمــا
لــقـــد زادنــــــي الــطــيــف الــمــرافــق حـــســـرة
ولــــــم يــشــهــد الـــجـــرح الـعـمــيــق تــقــدمــا
فـكــنــت كـإسـمـاعـيــل فــــــي ظــــــلّ دوحــــــة
وحــيـــداً ، ولــمّـــا تـبــصــر الـعــيــن جُـرهــمــا
وقــــد عــــدت يــــوم الـعــيــد والـعــيــد فــرحـــة
إلـــــى الــــــدار مـهـمــومــاً حــزيــنــاً مُـكـلّــمــا
فـأنـكــرتــهــا ، والــــدمــــع يــــمــــلأ مــقــلــتــي
فـــــلا مـصــعــداً تــرقـــى ولـــــم تـــــرَ ســلّــمــا
كـــأنـــي إلــــــى ســـجــــن أســـــــاق بــقــســـوة
ورجـــــلاي أبـــــدت فــــــي الـــدخـــول تــبــرمــا
 ولما دخلت الدار كادت رحابها وحيطانها بالحزن أن تتكلما
وأخــــلـــــدت لـــلـــذكـــرى وكــــانـــــت ألـــيـــمـــة
فـقــد عـشــت فـيـهـا الـعـمـر عـيـشـاً مـنـعـمـا
وكــانــت بــهــا بــالأمــس شـمـســاً مـضـيـئــة
فــلــمــا تــــــوارت أصـــبـــح الـــحـــي مـظـلــمــا
وأظــــهـــــرت لـــلأطـــفـــال مــــنـــــي تـــجـــلــــدا
ًوكـــانـــوا مــــــن الــشــيــخ الـمـتــيّــم أحــلــمــا
وحـــاولـــت قـــــــدر الـمـسـتــطــاع خــلــودهـــم
إلـــــــى الـــنــــوم إرفـــاقــــاً بـــهــــم وتــرحـــمـــا
وأخــفــيـــت صـــوتــــي بــالــبــكــاء فــخــانــنــي
فـأيـقــظــت أطـــفـــالاً عـــــــن الـــهــــم نُـــوّمــــا
كـــــأنــــــي وإيّـــــاهــــــم بـــمــــركــــب لُــــــجّــــــة
أحــاطـــت بــــــه الأمــــــواج حـــتـــى تـحـطــمــا
أطــــالــــع لــلـــبـــرّ الــبــعــيـــد فــــلـــــم أجـــــــــد
سـوى ليـلِ أشبـاح أنـاخ وخيمـا
فـأصــبــحــت والــدنــيـــا كـــــــأن شــمــوســهــا
عـــــن الــكـــون غــابـــت فـادلَــهــمّ وأعــتــمــا
وأوجـــــزت فـــــي الـتـعـبـيــر رفـــقـــاً بـأهـلــهــا
وأبـنــائــهــا، يــبــكـــي بـــــــه مــــــــن تــرنّـــمـــا
ولــــــو أنـــنـــي أودعــــــت فـــيـــه مــشــاعــري
لأرســـلـــتــــه غـــــضّـــــاً طـــــريّـــــاً مُــنــغّـــمـــا
وأدمـــــيـــــت قـــلـــبــــاً قـــاســـيــــاً مــتـــحـــجـــراً
وأبــكـــيـــت عُــصْـــمـــاً بــالــجــبــال وحُــــوَّمــــا
ولـكـنـنـي أخـفـيــت فــــي الــصـــدر حـســرتــي
وأبـــديـــت عــنــوانــاً لـــمــــا كـــــــان مـبــهــمــا
عـلــيــهــا ســـــــلام الله مـــــــا قـــــــام ذاكـــــــر
وصـــلـــى عـــلـــى خـــيـــر الأنــــــام وســلــمــا

 

ـــــــــ

__________________

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق